تقدير موقف

المواجهة الأمريكية-الإيرانية في العراق بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني: لا حرب شاملة ولا سلام دائم

استفاق العراقيون يوم الجمعة 3 كانون الثاني 2020 على خبر صادم، وهو مقتل قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، نتيجة ضربة جوية أمريكية استهدفت موكبهم بالقرب من مطار بغداد الدولي، بالرغم من أن الأمريكان والجميع يعرف جيداً ما تمثله هاتين الشخصيتين، من الأهمية والأدوار والرمزية في إيران والعراق.

ومع كل المبررات التي ساقتها الولايات المتحدة لهذه الضربة الجوية، إلا أنها مثلت انتهاكاً أمريكياً واضحاً للسيادة العراقية، وأدخلت هذه الحادثة المنطقة في حالة من التصعيد في المواقف، وتبادل التهديدات، بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران والفصائل المسلحة التابعة لإيران من جهة مقابلة، ووصلت المنطقة إلى حافة الحرب المفتوحة، وبخاصة بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران فجر يوم 8 كانون الثاني على مواقع عسكرية أمريكية في العراق، انتقاماً لمقتل سليماني. تلك الهجمات الصاروخية الإيرانية لم تحدث سوى أضراراً مادية طفيفة، إلا أنها تعد انتهاكاً إيرانياً واضحاً للسيادة العراقية أيضاً.