تقدير موقف

ظلم داعش الذي لا ينتهي: النساء التركمانيات المختطفات

عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على محافظتي الموصل وصلاح الدين في العراق في يونيو/ حزيران 2014، وقعت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وأشهر هذه الأحداث هي مقتل 1700 جندي كانوا يتدربون في قاعدة سبايكر العسكرية، إضافة إلى مقتل العديد من الإيزيديين الذين يعيشون في سنجار، وحصار مدينة آمرلي بما يقارب 80 يوما. من ناحية أخرى، هناك حادثة نفي الإيزيديين من قبل داعش، إضافة إلى اختطاف داعش للعديد من النساء التركمانيات من قضاء تلعفر وقرية بشير بناء على هوياتهن العرقية والدينية. إلا أن هذه المسألة لم تحظ بالاهتمام الواجب في الإطار القانوني ووسائل الإعلام بسبب قلة عدد المختطفات التركمانيات مقارنة بالإيزيديات إضافة إلى عدم وجود دعم من الرأي العام الدولي. حيث تم إنشاء العديد من المنظمات العامة أو الخاصة لإنقاذ السيدات الإيزيديات من تنظيم داعش.

جميع النساء التركمانيات اللواتي اختطفهن تنظيم داعش هن من مدينة تلعفر التابعة للموصل، باستثناء عدد قليل منهن، وهنالك بعض التناقضات في الأرقام المتعلقة بالمختطفات التركمانيات بسبب عدم اهتمام الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بهذه المسألة بشكل كافٍ. وجميع الجهود التي بذلت من أجل توثيق قضايا النساء التركمانيات المختطفات كانت من نشطاء محليين ومنظمات مجتمع مدني يعملون على المستوى الفردي. ولم تدلِ الحكومة المركزية العراقية بأي تصريحات رسمية حول عدد النساءالتركمانيات اللواتي اختطفهن داعش، بسبب عدم إبداء الحكومة الاهتمام اللازم بهذا الموضوع. لكن وفقا لوثيقة سربت لاحقا إلى وسائل الإعلام، فإن 400 أمرأة تركمانية من تلعفر مفقودات حاليا.

أعلن تنظيم داعش الإرهابي أنه سيعتبر المسلمين الذين لا يتفقون مع إملاءاته الأيديولوجية مرتدّين عن الإسلام، مهما كانت مذاهبهم، بمن فيهم السنة، وعلى هذا الأساس قام باختطاف النساء التركمانيات، وقتل من هم فوق سن 12 من التركمان في تلعفر والإيزيديين في سنجار برميهم في حفرة "علو عنتر" التي يبلغ قطرها 50 مترا وعمقها 100 متر شمال تلعفر. وتشير التقديرات إلى وجود 1000 جثة حاليا في حفرة علو عنتر. حيث قام تنظيم داعش بمجرد دخوله إلى مدينة تلعفر بإعدام العديد من الأشخاص الذين كانوا غير متوافقين مع فكره دينيا أو سياسيا. وقامت داعش أيضا بإعدام عضو المجلس الوطني الانتقالي من أصل تركماني في الفترة 2004–2005 السيدة إيمان محمد يونس آل سلمان وزوجها بعد أشهر قليلة من اختطافهما. ومن بين الذين تم إعدامهم إيزيديون وتركمان وكذلك الشبك. ولم يقتصر عنف داعش ضد المرأة التركمانية على الاختطاف والاغتصاب فقط، فبحسب إيزيديات تم إنقاذهن من قبضة داعش، اغتصب مسلحو داعش التركمانيات المختطفات من تلعفر وحرقوهن حتى الموت.