منشورات

العامل الإسرائيلي في العلاقات الاستراتيجية المتطورة بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية

تشهد العلاقات الاستراتيجية بين الهند وإسرائيل نموا متسارعا خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا النمو يثير معه الاهتمامات والقلق في الأوساط الأكاديمية، إضافة لصانعي السياسة. كان للهند في عهد نهرو موقف صارم جدا ضد السياسات الإسرائيلية تجاه فلسطين. كما أن نهرو الذي كان جزءا من حركة عدم الانحياز ورئيسا لها انتقد المواقف غير العادلة تجاه فلسطين والدور الأمريكي الداعم لدولة إسرائيل. ينظر إلى تقارب الهند مع إسرائيل بداية من تسعينات القرن الماضي على أنه انحراف كبير عن السياسة التي وضعها مؤسسو الدولة. الروابط الدبلوماسية والدفاعية الوثيقة، كشفت الاحتياجات الجيوستراتيجية لكلا البلدين بشكل من الأشكال وضرورات الوقت الذي تحققت فيه التغيرات المنهجية في حقبة ما بعد الحرب الباردة. لم يترك تفكك الاتحاد السوفييتي للهند خيارا سوى اتباع سياسة أكثر براغماتية تجاه هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. قدم اللوبي اليهودي في الكونغرس الأمريكي دعما كبيرا لأجندة الهند ولكشف المعارضين المناهضين لها، فيما استجابت الهند لدبلوماسية النوايا الحسنة هذه من خلال تعزيز علاقاتها مع إسرائيل. العلاقات الاستراتيجية بين الهند والولايات المتحدة التي نمت بعد الحرب الباردة، لها العديد من الأبعاد الإقليمية والعالمية والمصالح المكتسبة. هذه المصالح تتحقق في اتفاق غير رسمي في إطار التعاون الجيوستراتيجي مع إسرائيل أو على أساس المصالح المتبادلة، وبين الدول الثلاث )المثلث الهندي الأمريكي الإسرائيلي من أجل موازنة التهديدات في آسيا(. الروابط الحميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة تسهّل للهند نقل أجندتها الإقليمية والعالمية عبر منصة الصداقة. هذه الدراسة التي انبثقت من هذه النقطة تهدف إلى تناول الروابط ثلاثية الأطراف، بناء على موازنة التهديدات في المنطقة وكيفية مصدر التقارب للدول الثلاث. وفي هذا السياق، فإن هدف الدراسة هو فهم أساس نمو العلاقات الهندية الإسرائيلية والدور الذي لعبته هذه الشراكة الاستراتيجية في تسهيل العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة والهند في فترة ما بعد الحرب الباردة.