أزمة سد النهضة و موقف السودان

تهدف هذه الدراسة لمعرفة موقف السودان الرسمي إزاء أزمة سد النهضة الإثيوبي الكبير. وهو ملف شائك ومعقد وقد أفرز العديد من الخلافات وتضارب وجهات النظر بين إثيوبيا ومصر مما خلق أزمة سياسية بين الدولتين. وتنطلق الدراسة من فرضية أساسية مفادها أن موقف السودان غير واضح في بعض جوانبه ويتسم بالضبابية والتذبذب، كما أن الدراسات لم تتناوله بالتفصيل ولم تبينه بطريقة مستفيضة. واستنتجت الدراسة أن موقف السودان تجاه مشروع سد النهضة الإثيوبي في عهد حكومة البشير لم يتأثر بمعايير موضوعية بقدر ما كان يتأرجح خاضعاً لضغوط التحالفات الخارجية مع إثيوبيا تارة ومع مصر تارة أخرى ليتبنى في الأخير موقفاً توفيقياً يحاول عدم خسارة أي طرف سياسياً. وقد تحول الموقف السوداني بعد ذلك نتيجة للتغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر 8102 على نظام الإنقاذ الحاكم في السودان. فحرصت حكومة السودان الانتقالية أن تتبنى موقفاً يراعي مصلحة السودان وأمنه المائي كأولوية قصوى رغم التحديات التي تجابه آلية صناعة القرار في هذه الحكومة والتي هي محل شد وجذب بين أطراف المعادلة السياسية الحاكمة في السودان ما شأنه أن يؤثر على موقف السودان من ملف سد النهضة ويجعله متردداً ولا يتسم بالاستمرارية والثبات.