تقدير موقف

الاتفاق الإطاري حول أزمة إدارة المرحلة الانتقالية في السودان

انطلقت الاحتجاجات في السودان في ديسمبر/ كانون الأول 2018 ضد إدارة الرئيس عمر البشير جراء المشاكل الاقتصادية وفساد النظام لأكثر من 30 عاما. واستمرت هذه الاحتجاجات لمدة ستة أشهر تقريبا، حتى تدخل الجيش السوداني في نظام البشير في أبريل/ نيسان 2019. وعقب الانقلاب تم تأسيس المجلس الانتقالي العسكري الذي قام في أغسطس/ آب 2019 بإبرام اتفاق مع المجموعات التي نظمت الاحتجاجات وأسس مجلس السيادة المؤلف من 6 مدنيين و5 عسكريين. وفي نطاق هذا الاتفاق، تولت الشخصيات التي وافق عليها مجلس السيادة الوزارات في السودان. إلّا أن المرحلة المقبلة لم تشهد تحقيق أي من القضايا المنتظرة مثل الانتعاش الاقتصادي وتشكيل المجلس التشريعي وتنظيم انتخابات ديمقراطية. وتفاقمت الخلافات بين المدنيين والعسكريين خلال هذه المرحلة، وقام الجيش في أكتوبر/ تشرين الأول بوضع عبد الله حمدوك الذي يتولى منصب رئيس الوزراء والمكلّف بتمثيل المدنيين رهن الإقامة الجبرية في بيته، وسيطر الجيش على السلطة بالقوة. وبعد فترة، عمل مجلس السيادة الجديد الذي تم إنشاؤه بتنسيق مع الجيش على ضمان إعادة حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء.

نشأت خلافات جديدة بين المجموعات المدنية فيما بينها وخلافات بين المجموعات المدنية والعسكريين، بعد استقالة عبد الله حمدوك من منصب رئيس الوزراء للمرحلة الانتقالية في السودان، وأدى هذا الوضع إلى تعميق الأزمة السياسية. ولهذا السبب، أطلقت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) مفاوضات حل لضمان الانتقال من المرحلة الديمقراطية الهشة في البلاد. وفي تلك الفترة، صرّح فولكر بيرتيس الممثل الخاص لبعثة يونيتامس خلال مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم، أن الاجتماعات الأولى ستشمل مشاورات فردية بين مختلف الجهات الفاعلة، أما الاجتماعات الثانية فستكون عبارة عن جولات تفاوض مباشرة أو غير مباشرة. وأوضح بيرتيس أنه سيدعو جميع الأطراف ذات الصلة مثل الجيش والمجموعات المتمردة والأحزاب السياسية وممثلي حركات الاحتجاج في السودان، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والحركات النسائية، للمشاركة في العملية. وفي هذا السياق، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، التحالف الذي كان فعّالا في الاحتجاجات المناهضة لعمر البشير، رفضه بشدة اقتراح مبادرة الوساطة التي تديرها يونيتامس من أجل تطبيع العلاقات مع سلطة مجلس السيادة الجديد لحل الأزمة السياسية في البلاد. وكان من اللافت للنظر أن التجمع لم يدلِ بأي تصريح بعد انطلاق المبادرة. وفي هذا السياق، شارك الممثل الخاص لبعثة يونيتامس فولكر بيرتيس في اجتماعات تقديم المعلومات في مجلس الأمن الدولي على فترات منتظمة.